هزت احتجاجات واسعة النطاق بقيادة الشباب دولًا في أنحاء مختلفة من العالم مؤخرًا، غالبًا ما أدت إلى أعمال عنف ودمار، بل وحتى إلى إقالة حكومات. كان هذا هو الحال يوم الاثنين عندما حلّ رئيس مدغشقر أندريه راجولينا حكومته بعد مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين في اضطرابات اندلعت بسبب انقطاع المياه والكهرباء.

كتبت منظمة "رؤى الإنسانية" غير الحكومية أن الشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي قادوا احتجاجات كهذه، مطالبين ليس فقط بتحسين الظروف المعيشية، بل أيضًا بتغييرات أوسع نطاقًا في مساءلة الحكومة والمساواة ومكافحة الفساد.

اندلعت احتجاجات واسعة النطاق في نيبال مطلع سبتمبر، وأدت إلى مقتل أكثر من 70 شخصًا واستقالة رئيس الوزراء، ركزت على الغضب من نمط حياة النخبة السياسية المترفة في البلاد، الذين يتباهون بثرواتهم على منصات التواصل الاجتماعي أمام الجميع، وخاصةً مستخدمي الإنترنت الشباب. بالنسبة للمتظاهرين، يُمثل هؤلاء السياسيون وأبناؤهم - الذين يُطلق عليهم اسم "أطفال نيبو" - رمزًا للفساد المستشري.

كانت آسيا مركزًا للاحتجاجات التي يقودها الشباب مؤخرًا. وحدثت احتجاجات أخرى مهمة في يوليو من العام الماضي في بنغلاديش عندما وجدت البلاد نفسها متورطة في اضطرابات واسعة النطاق حفزها في البداية احتجاج الشباب على نظام قائم على الحصص لتعيين بعض الوظائف الحكومية على أساس العضوية في الجماعات الدينية والعرقية وغيرها.

وبعد حملة قمع عنيفة خلفت وفقًا للتقديرات أكثر من 1000 قتيل، استقالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وهربت من البلاد. وفي الشهرين الماضيين، هزت الاحتجاجات التي قادها الشباب أيضًا إندونيسيا والفلبين، حيث تفاقم السخط بشأن الفرص الاقتصادية والفساد والامتيازات الممنوحة لأعضاء البرلمان.

ومثلما حدث في الاحتجاجات الأخرى خلال الأشهر الـ 12 الماضية، استهدف المتظاهرون الإندونيسيون المباني الحكومية ومنازل السياسيين، بينما اشتبك المتظاهرون في الفلبين مع الشرطة.

اندلعت احتجاجات شبابية في مناطق أخرى من العالم، منها كينيا وصربيا وبيرو والمغرب، احتجاجًا على إهمال الحكومة وسياساتها غير الواقعية والفساد ونقص الفرص الاقتصادية. في كينيا، شاركت مجموعة تُدعى "جيل زد 212" في تنظيم هذه الحركة، التي تنتقد ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، فضلًا عن ضعف أنظمة التعليم والرعاية الصحية.